عرض المقال
نقيب الأطباء بين المعلول والمعزول
2013-10-03 الخميس
د. خيرى عبدالدايم، نقيب الأطباء المبجل وأستاذ القلب الشهير والمسئول بالقانون وبالإنسانية عن الدفاع عن أبناء مهنته من الأطباء وتوصيل صوتهم للمسئولين وعرض مشاكلهم على المختصين، أصبح كل همه وصار كل ما يشغل باله هو السؤال عن صحة الرئيس المعزول محمد مرسى! ما أن يمر أسبوع وأصحاب المعاطف البيضاء يصرخون من الإهمال والطناش والظلم إلا ويصرّ نقيبنا الهمام على ترك كل هذا الكلام الفارغ من وجهة نظره، والهراء التافه فى رأيه، ويتجه بكل الشغف والفضول إلى طلب زيارة مرسى للاطمئنان على صحته! صحة أى مسجون لا بد أن تكون مصانة وجمعيات حقوق الإنسان هذه هى مسئوليتها وليست مسئوليتك يا سيادة النقيب. وأحب أن أطمئنك على أن الرئيس المعزول يتناول البط بالفريك بكل شهية مفتوحة، وضع فى بطن سيادتكم شادر بطيخ صيفى أن مرسى فى أمان صحى ومتابعة طبية دقيقة، والغريب أنك طنشت مطالبنا بالكشف على صحة مرسى وقت الانتخابات عندما كتبنا عن أهمية توضيح حالته الصحية وهل سيؤثر ورم المخ على قراراته الرئاسية أم لا، ولم نسمع لك تعليقاً حينذاك! أهملت هذا السؤال وناصرك الإخوانيون فى النقابة، وصرت النقيب وجلست على عرش دار الحكمة، وما زال سؤال صحة الرئيس قبل الانتخابات معلقاً بالرغم من أنه كان الأكثر خطورة وأهمية عن سؤال صحته فى السجن التى أنت مشغول بها لدرجة الهلع والفزع والبكاء. كنت أتمنى من سيادة النقيب المفدَّى والأستاذ الفاضل الذى لم يمنع مجلس نقابته الإخوانى من تعطيل التجديد النصفى ومن العبث بمصالح زملائه وأبنائه ولم يردعهم حين اجتمعوا لإصدار بيان يدين 30 يونيو، كنت أتمنى كما سأل عن صحة مرسى أن يسأل أيضاً وبالمرة عن صحة وأمان وظروف أطباء الاستقبال الذين يتعرضون للعدوان والعنف وأحياناً القتل بدون أى غطاء أمنى، كنت أتمنى أن يسأل عن صحة زملائه الأطباء من مرضى فيروس سى وأصحاب أعلى معدلاته والذين انتقل إلى أكبادهم نتيجة مهنتهم التى سرقت أعمارهم وأصابتهم بالتليف وسرطان الكبد، كنت أتمنى أن يسأل عن خريجى كلية الطب من أبنائه الذين يقفزون فى التكاتك للحاق بمستوصف هنا أو مركز طبى هناك للوصول إلى والاقتراب من مستوى معيشة شغّالات البيوت وبوّابى العمارات! يسأل عن أبنائه الذين يتحايلون على الحياة وهم الذين لم يقصروا فى اجتهاد ولا مذاكرة وذبل رحيق عمرهم وغزا الشيب مفرقهم وسكنت الشيخوخة عظامهم الواهنة وهم ما زالوا يبحثون عن عقد عمل فى الخليج عند كفيل يعاملهم كالعبيد والأسرى، كنت أتمنى أن تسأل عن الطبيب الذى يقترب من الأربعين وهو يتسول تكاليف الدراسات العليا التى وصلت إلى أرقام فلكية يعانى معها من نرجسية بعض المشرفين وعُقد وكلاكيع بعض الأساتذة لكى يحصل على فتات الشهادة التى ستكفل له مائة جنيه علاوة ومعها سيغمس برغيف القهر ويصير أطلال إنسان وشبح بنى آدم، كنت أتمنى أن يسأل النقيب عن أطباء الوحدات الصحية الريفية الذين يكافحون بصدور عارية وجيوب خاوية وأرواح مكسورة أمراضاً بدنية مستعصية ومعها أمراض اجتماعية مزمنة، يتعرضون للتهديد والقهر بداية من شهادة التسنين وحتى شهادة الوفاة! كان نفسى يا خيرى باشا يا أيها الحكيم النطاسى البارع أن تهتم بالطبيب المعلول نصف اهتمامك بالرئيس المعزول!